“فخر لنا أن نكون معماريين وأمانة ومسؤولية عظيمة على الأرض – هي الأصعب – إعمار الأرض وتخليد ثقافة وتاريخ الإنسانية عبر العصور”
هكذا إختتمت هيئة المهندسين المعماريين بالبلاد التونسية تظاهرة بالإحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيسالهيئة واليوم الوطني للمعمارالموافق ليوم 22 ماي من كل سنة، تخليدا لنصف قرن من وجود الهيئة ومن العطاء المتواصل في خدمة المهنة والدفاع عنها، ومن المعمار والتعمير والبناء، البناء لمستقبل أفضل للمهنة والمهنيين يحدوهم أمل كبير في غد أفضل وفي عمل جماعي دائم على تطوير المهنة والنهوض بها وتجاوز صعوباتها والمشاكل التي تحيط بها.
إنتظمت هذه التظاهرة المعمارية تحت إشراف رئاسة الجمهورية التونسيةتقديرا لدور المهندس المعماري في عملية التنمية وفي المحافظة على خصوصيات مجتمعه العمرانية والمعمارية، وبحضور أكثر من 300 مهندس معماري من تونس والعالم ومن أكثر من 35 دولة من القارات الخمس وبمشاركة أغلب الهياكل المعمارية والمنظمات المهنية في قطاع البناء والتعمير على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. كما جمعت أبرز الخبرات والكفاءات في مجال الهندسة المعمارية والهندسة في العالم، منهم ممثلون عن الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريينUIAوأعضاء الاتحاد المتوسطي للمهندسين المعماريينUMARوممثلون عن فيدرالية المهندسين المعماريين الفرنكوفونيين بإفريقياFAFA.
وتأكيدا لدعم المهندسين المعماريين والشعب التونسي عموما للقضية الفلسطينية ومساندتهم المطلقة لنضالهم المشروع ضد العدوان الإسرائيلي، حلّت دولة فلسطين الشقيقة ضيف شرف مبجّل في هذه التظاهرة، وذلك بحضور السفير الفلسطيني بتونس ووفد من المهندسين المعماريين عن نقابة المهندسين الفلسطينيين وعدد من الطلبة الفلسطينيين من شعبة الهندسة المعمارية، وهو ما أكسب هذا اللقاء المعماري والعلمي بعدا تضامنيا في هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه شعبنا في فلسطين والوطن العربي عموما، والذي لا يمكن أن نتجاهله أو نتنصل منه بحكم الإنتماء والأخلاق والإنسانية.
وفي هذا الإطار، قدمت عميدة المهندسين الفلسطينيين المعمارية السيدة نادية حبش محاضرة بعنوان “العمارة في فلسطين، بين الاستعمار والمقاومة” تحكي تاريخ القدس وغزة وبعض المناطق مثل يافا وبير السبع وتجذر أصولها المعمارية العربية في التاريخ وتفند للمزاعم الإسرائيلية لتبرير توسعاتها الإستيطانية على الأراضي الفلسطينية.
كما تم بالمناسبة عرض شريط وثائقي قصير حول مدينة القدس وفلسطين عامةو ما شهده ويشهده المشهد المعماري والعمراني الفلسطيني من تدمير ممنهج وإنتهاك للمعالم التاريخية لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية ومحو تاريخ وحضارة وطن.
وبعد الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء فلسطين وشهداء الأمة والإنسانية، شددت رئيسة الهيئة السيدة ليلى بن جدو، في كلمة لها، على مطالبتها بالإلتزام بواجبات المهندس المعماري مثل حرصها على الحقوق ومن أبرز الواجبات أن يحافظ على المهنة بأمانة ومسؤولية وأن يحترم القانون المنظم لها ” وأن يظل دافعا وعنصرا فاعلا في التنمية” وهو المسؤول عن جمالية وتناغم المشهد المعماري والعمراني.
كما أكدت على دور المهندس المعماري الريادي في مجال التنمية عموما وتنشيط الاقتصاد باعتباره شريك اللدولة في بلورة السياسات التنموية و سياسة التهيئة الترابية والعمرانية و تحليلا لوضع العمراني و البيئيب المدن و تصميم أمثلة تهيئتها والسهرعل ىتطبيقها واحترام مقتضياتها لتحسين جودة المنتوج المعماري و النهوض بجمالية المشهد العمراني وتحسين إطارالعيش.
هذا، وتضمنت التظاهرة عدة محاور منها:
اجتماع مجلس الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين
تضمن الإحتفال بذكرى تأسيس الهيئة واليوم الوطني للمعماري حدثا مميزا هذه السنة، إذ كان لتونس، لأول مرة بعد الثورة، شرف احتضان اجتماع مجلس الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين وهو ما يبرهن عن السمعة الطيبة التي يحظى بها المهندس المعماري التونسي في المحافل الدولية، علما أن الإتحاد سبق أن عقد إجتماعه الدوري بتونس في 03 مناسبات، كانت الأولى خلال الفترة التي تولى فيها الرئيس الأسبق للهيئة السيد توفيقالعش منصب نائب رئيس الاتحاد، حيث عقد الإتحاد اجتماع مجلسه بتونس في جوان 1997 ثم مرة ثانية بتاريخ جوان 2001، في حين كانت الثالثة بمناسبة الملتقى الدولي الذي نظمته الهيئة من 24 إلى 31 جانفي 2006 بالحمامات تحت شعار ” المعمار والهندسة المعمارية”.
اجتماع مجلس فيدرالية المهندسين المعماريين الفرونكفونيين بإفريقيا
وتم يوم 21 ماي 2024 بتونس، عقد اجتماع مجلس فيدرالية المهندسين المعماريين الفرونكفونيينبإفريقيا، وكانت المشاركة حضوريا لعدد من الأعضاء وعن بعد بالنسبة للذين تعذر عنهم الحضور، وتم التطرق لما يلي :
التحضيرات اللازمة لعقد الجلسة العامة الانتخابية والأنشطة المصاحبة في نوفمبر 2024 في ياوندي بالكاميرونبالتنسيق بين فيدرالية المهندسين المعماريين الفرونكفونيينبإفريقياوهيئة المهندسين المعماريون بالكاميرون، وسيتم تقييم التقدم المحرز في التنظيم من قبل الرئيس جون كريستوف ندونغو وتحديد المهام التي يجب إنجازها في المستقبل،
التظاهرة العلمية المعمارية
تضمنت التظاهرة العلمية للاحتفال بخمسينية تأسيس الهيئة عددا من المحــــــاضرات العلمية والمعمارية، أثثها مهندسون معماريون بارزون على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي منهم :
محاضرة حول : ” تاريخ العمارة في تونس ” أعدها وقدمها المهندس المعماري السيد علي الجربى .
محاضرة تحت عنوان : ” العمارة في فلسطين، بين الاستعمار والمقاومة “، قدمتها المعمارية السيدة نادية حبش من فلسطين
‘محاضرة تحت عنوان :”بيئة العمل الحضرية: قراءة وتصور حياتنا الحضرية” للمعماري السيد
‘Zhang LI من جمهورية الصين الشعبية
محاضرة تحت عنوان : “الإتجاهات العالمية للمدن
‘GaetanSIEW من جزر الموريس” قدمها المعماري السيد
إضافة إلى بعض المداخلات حول جديد المهنة ورقمنة منظومة رخص البناء
تمتقديم منظومة ” تعمير- E-construction ” من قبل ممثلة عن وزارة الداخلية وممثل عن الوكالة الألمانية للتعاون الفني GIZوعضو مجلس الهيئة السيد هيثم بن يخلف.
تم تقديم مشروع ” تعاونية الهيئة “، من قبل أمين المال المساعد السيد طارق بن عبد القادر، حيث أذن مجلس الهيئة بمناسبة الخمسينية بإنطلاق العمل بتعاونية المهندسين المعماريين التونسيين.
والتعاونية هي عبارة عن هي هيكل خاضع لإشراف مجلس الهيئة وينظمها نظام داخلي وتتمتع بالاستقلالية المالية، مقرها الهيئة وتسيرها لجنة تتكون من 05 أعضاء. وتوفر التعاونية جملة من الخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية … لفائدة المهندسين المعماريين المنخرطين بها وتكون طريقة الإنخراط إما آليا أو إختياريا. وتملك التعاونية صندوقا خاصا بالتضامن والتقاعد يتكفل في حدود ميزانيتهبالتغطية الصحية والاجتماعية والتعويضات المؤقتة في حالات المرض أو .الحوادث. وسيتم قريبا الإعلان عن تكوين لجنة الإشراف
لفتة تكريــــــــم وتقديـــــــرلعمداء المجالس السابقة لهيئة المهندسين المعماريين
تم بمناسبة الاحتفال بمرور 50 سنة على تأسيس هيئة المهندسين المعماريين واليوم الوطني للمعمار، يوم 22 ماي، تكريم رؤساء المجالس السابقة للهيئة (وعددها 24 مجلس)، الذين تداولوا على رئاستها منذ تأسيسها سنة 1974 إلى تاريخ اليوم 22 ماي 2024، وللعلم فيما يلي قائمة رؤساء الهيئةمنذ انبعاثهــا سنة 1974 إلى اليوم.
تكريمات مختلفة
وتم على هامش اللقاء تكريم:
بعض الضيوف من عمداء الهيئات المعمارية الإقليمية والدولية
مجلة Archibat نظرا لمجهودها المتواصل لإنتاج مضمون إعلامي معماري ويسوق لصورة المهندس المعماري على الصعيد الوطني والدولي.
المهندسة المعمارية السيدة علياء بوزيد لمساهمتها في إنجاح التظاهرة من خلال التفرغ للإشراف على تهيئة الفضاء الذي إنعقدت فيه
.موظفتا الهيئة السيدة راضية الشريف والسيدة مفيدة برناط تقديرا وتكريما لهما بعد أكثر من 30 سنة في خدمة الهيئة والمهنة وبلوغهما مرحلة التقاعد المهني.