Face-Pro
العربية

” حسن فتحي “شيخ المعماريين

يوم كان للفقراء معماري

أحدثكم اليوم عن حسن فتحي …. المكنى ب”شيخ المعماريين” او “معماري الفقراء”.


ولد في سنة 1900 ميلادي بالإسكندرية ، انتقلت عائلته للسكن في القاهرة في 1908 ..أتم دراسته الثانوية و بسبب مهاراته في الرسم تم قبولة في جامعة الملك فؤاد وقتها ( جامعة القاهرة حاليا) ليتخرج منها مهندسا معماريا سنة 1926 .
ولئن انشغل بين 1926 و 1946 بالتدريس… فإن فلسفته المتميزة بدأت تظهر للعيان منذ أواسط الأربعينات حين تفرد باستخدام طراز معماري مستوحي من “العمارة النوبية الريفية” القائمة على إستعمال الطوب والطين العادي للبناء …!! ولكن ما أعطاه لقب ” معماري الفقراء” هو إصراره على أن يبني الفقراء منازلهم بإيديهم بالتقنية التي يتقنونها إذ جنّدهم لبناء قرية ” غورنا” التي وقع إنشاؤها لتسكين أكثر من 3600 عائلة من الفقراء بعد أن طور تقنيات لتحسين جودة التهوئة والتبريد الطبيعي فيها… نجاحًا باهرًا نتيجة الرضا عن جودة المباني وخاصة عن تكلفتها المنخفضة..


وقد حقق عمله، وقتها، نشر في 1969 كتاب “العمارة للفقراء” حيث وصف فيه تجاربه في بناء قرية “غورنا”، وسلّط فيه الضوء على وجهة نظره المعمارية المناقضة للسياق العام لدى معماري زمانه المتعطشين للحداثة المستوردة… وبرهن على فعالية البناء باستخدام الطوب الطيني بدلاً من الخرسانة الحديثة…!!
أصبح في أواخر السبعينات أحد أعضاء اللجنة الخاصة بجائزة آغا خان للهندسة المعمارية ليمنح عام 1980 جائزة “بالزان الدولية” لإنجازاته في مجال الهندسة المعمارية كما مُنح في العام ذاته جائزة “رايت ليفيلهوود” المعروفة عمومًا بجائزة نوبل البديلة. وتمنح هذه الجائزة لدعم أولئك الذين يبدو أنّ لديهم أجوبةٌ على تحديات العصر، وكان هو أول من استلم هذه الجائزة.

احتفلت غوغل مؤخرا بعيد ميلاد حسن فتحي الـ 117 بشكلٍ رسمي…


و فلسفة ” حسن فتحي” المعمارية و كتابه يدرسان اليوم في أغلب جامعات الهندسة المعمارية حول العالم..
واجه “حسن فتحي ” في أواخر حياته بيروقراطية الدولة المصرية التي جعلت من مواصلة التجربة أمرا صعبا خاصة مع ضغوطات رجال الأعمال “مزودي المواد الحديثة” ليتوقف هذا الطراز المعماري بوفاة معماري الفقراء سنة 1989 ميلادي بعد عشرات السنوات من السباحة عكس التيار… حيث أصبحت إنجازاته المعمارية اليوم في أغلبها مجرد ” مزارات للسياح الأجانب”..!! وبعضها يعاني إهمالا شديدا ومهددا بالإنهيار..!!😓
رحم الله فتحي حسن …. فقد بقي فقراء مصر بعده ” أيتاما”!!😓
ولا عزاء للإعلام العربي اللذي لم يكرمه …لإنشغاله بتكريم ” علي شورب وأمثاله”..!!!

مقال للمهندس المعماري
مالك بلغيث

Related posts

منظومة “رخصتي”

Face-pro

المهندسون المعماريون يدخلون في إضراب عام

Face-pro

Stage d’été – Atelier d’inscrire Sfax à l’UNESCO

Face-pro

Partenaires