التونسيات في إنتظار توفير الأطر الاجتماعية والتشريعية لتحقيق توازن أفضل بين العمل والأسرة

في يوم المرأة العالمي

تحتفل سائر دول العالم في مثل هذا اليوم باليوم العالمي للمرأة الموافق لتاريخ 08 مارس من كل سنة

في هذا اليوم من كل عام، تحتفل النساء في كل أرجاء الكون بعيد له خصوصيته، حيث ترسم لوحة خالدة مشرقة الألوان تجمع بين خطوطها نساء، على إختلاف أعمارهن ومعتقداتهن ودياناتهن ولغاتهن، مفعمات بالجمال والرقة والعذوبة والإرادة والتصميم لان تتبوأن مكانتهن في المجتمع فهن أساس العائلة ونصف المجتمع ومصدر الإلهام والطموح

ويأتي احتفال اليوم الدولي للمرأة هذا العام تحت شعار “المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام”

.وتونس دولة حقوق المرأة بإمتياز، ودولة حقوق الإنسان، ودولة التربية والتعليم ومع ذلك مازالت نساء بلادي عاملات كادحات يقضين كامل النهار في العمل ونصف الليل في تربية الأطفال والعناية بالبيت والعائلة … عاملات وموظفات وكادحات ليلا نهارا، دون وجود أدنى اطر إجتماعية وتشريعية لتحقيق توازن أفضل بين العمل والأسرة

مجتمعنا وعائلاتنا عربية ليبرالية، بالمفهوم الاجتماعي للكلمة، فهي عموما لا تفرض قيودا على مظهر الفتاة، كما أنها تعمل في الخارج مثل أشقائها، وتمارس حياتها الاجتماعية بحرية، لكن حين يتعلق الأمر بالعمل المنزلي يتغير كل شيء. وفجأة تكرس العائلة تقسيما وظيفيا يتوقع منها خدمة بقية أفراد العائلة والعناية بهم وبالبيت وبالأطفال. وحين تخرج المرأة إلى العمل، وتضطلع بمهام مشابهة لمهام الرجل، يبقى العمل المنزلي ملتصقا بها في كثير من الأحيان

إن يوم المرأة العالمي هو مناسبة للتذكير بدور المرأة الفعال في شتى مجالات الحياة بدءا بالعائلة إلى المجتمع إلى الدولة والإقتصاد، وللتعبير عن حبها وتقديرها لها بشتى أدوارها في حياتنا، وما قامت وما زالت تقوم به من إنجازات اجتماعية وسياسية واقتصادية عظيمة بارزة في المجتمع الوطني والعالمي. وهو مناسبة لكسر التمييز والاعتراف بكل الجهود التي تبذلها المرأة في شتى مستويات الحياة لتحقيق توازن العائلة ورفاهيتها و إعداد أجيال صالحة من الكفاءات لخدمة وطنها في كل المجالات، “فالأم مدرسة إن أعدتها أعددت شعبا طيب الأعراق”

وتعود مرجعية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة إلى عام 1908 عندما خرج ما يزيد عن 15000 امرأة أمريكية في شوارع نيويورك في مسيرة احتجاجية؛ للمطالبة بتقليل ساعات العمل، والسماح لهن بالتصويت في الانتخابات، وعلى أثر هذه الاحتجاجات قرر الحزب الاشتراكي الأمريكي في عام 1909 أي في العام التالي الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة.

وكانت من ضمن القضايا التي حاربت المرأة من أجلها هي التمييز على أساس الجنس في العمل، والتي كانت تطالب بإلغائها كل يوم إحتفال عالمي للمرأة.

وفي عام 1975 قررت الأمم المتحدة إعلان يوم 8 مارس يوم المرأة العالمى والاحتفال به، واختيار موضوع مختلف له في كل سنة، وكان أول موضوع سنة 1976 بعنوان “الاحتفاء بالماضي، والتخطيط للمستقبل”

نماذج عربية مشرفة في يوم المرأة العالمي

زها حديد المهندسة المعمارية المبدعة، ولدت زها حديد في العاصمة العراقية، وتميزت في مجال الهندسة المعمارية، ولها الكثير من المشاريع الرائعة في أكثر من 44 دولة من دولة العالم، ولقبت بملكة المنحيات

نعمت شفيق، حسب ما وصفتها مجلة (فوربس) أقوى امرأة، تعمل كنائب لمحافظ بنك انقلترا، ولدت في مصر وحصلت على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة من الولايات المتحدة الأمريكية

خديجة عريب، مغربية وشغلت منصب رئيسة البرلمان الهولندي

الشيخة لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي واحدة من أكثر النساء قوة وتأثيرًا في وقتنا المعاصر، بدأت مشوارها بتوليها وزارة الاقتصاد والتخطيط في الإمارات كأول وزيرة تتولى هذا المنصب، ثم توالت مناصبها كوزيرة لوزارات متعددة أخرى

لطيفة الداودي

صحفية